كثيرٌ منّا يعلم أنّ النّقص في التغذية له تأثيراً سلبياً على صحتنا , ولا يعلم أنّ التّخمة أو عدم التوازن في الطعام والمأكولات لهما بدورهما تأثيرات أكثر سلبيّة على صحّتنا .
أثبتت الإحصاءات العلمية أن أكثر من 60% من الوفيّات في العالم الصناعي المتقدم وخصوصاً الولايات المتّحدة الأمريكيّة ناتجة عن سوء الأنظمة الغذائية . فالوجبات اليومية للفرد في العالم الغربي هي إجمالاً غنيّة باللحوم والدهنيّيات والسّكريات والأملاح . إن أبناء العالم الصناعي يهملون الأطعمة التقليديّة من خبز وخضروات مجففة أو طازجة و نشويّات , على رغم غناها بالبروتين والأملاح المعدنية. ويقبلون بشغف على السكريات واللحوم و الدهنيات وعلى الأطعمة المصنّعة والجاهزة التي تضاف إليها المقبّلات على مختلف أنواعها , ومن دون أن يكون لها في الحقيقة فائدة غذائية كبيرة .
تشير الأبحاث والإحصاءات إلى أنّ العالم ماضٍ في إستهلاك المزيد من السكريات واللحوم والدهنيّات على حساب الخبز والخضروات والنشويّات .
إن إستهلاك السكّريّات في بعض البلدان العربية قد إزداد في الآونة الأخيرة بنسبة عالية , أما إستهلاك الدهنيّات في الولايات المتحدة مثلاً فقد إرتفع لأكثر من 56% مؤخراً , ومع أن هذه النسبة هي في بعض الدّول العربية أقل من ذلك إلّا أنّها مع الأسف آخذة في الإرتفاع تدريجيّاً مع أنّ الأطعمة المغذّية والمفيدة كالسّمك والخضر لم تتبدّل نسبة إسهلاكها .
- أسباب الإقبال الشّديد للناس على المأكولات الدّهنية
- تحسّن مستوى المعيشة عند العالم الغربي الصّناعي .
- الإزدياد الكبيرلعدد روّاد المطاعم و المأكولات السريعة .
- إرتفاع عدد النساء اللواتي يعمَلن خارج البيت , وهذا بدوره يؤدّي إلى شراء الأطعمة الجّاهزة والحدّ من الأطعمة المطبوخة في البيت .
- إنتشار طابع الوجبات الاحتفاليّة والاجتماعيّة والعائليّة و الّذي يؤدي بدوره إلى الإفراط في تناول الطعام.
- تطوّر العالم الذي يفرض على العاملين الإستعاضة عن تناول وجبات الطّعام بالوحدات الحرارية التي لها مفعول منشّط و سريع.
فأصبح من الواضح أنّ نسبة الوفيّات هو على الأرجح مرتبط بنظام التّغذية . فيما يلي إحصاءات ودراسات تبين أن نتائج هذا التبدّل تدعو فعلاً للقلق . ومن هذه الإحصاءات والنتائج هي :
1) إنتشارظاهرة البدانة بشكل كبير, حيث أثبتت الدرسات في الولايات المتحدة من خلال تجربة على 15 ألفاً من الطلاب المدارس في سن الثامنة عشرة وعائلاتهم ذوي دخل منخفض , أثبتت أن أكثر من 35% من الطلاب أصبحوا بدناً خلال هذا السن من عمرهم. وهناك دراسة أخرى في إحدى الولايات في الولايات المتحدة أثبتت أن الرّجال الّذين أعمارهم تتراوح ما بين 35 إلى 55 عاماً يؤدي إنخفاض وزنهم بنسبة 10% إلى تخفيف إحتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 30% , فيما زيادة الوزن لديهم بنسبة 10% ترفع إحتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 40% , هذا فقط عندما يزيد الوزن بنسبة 10% فقط , فما بالكم بحال من يزيد وزنهم بنسبة 30% أو 40% كم ستكون أعمارهم ..!؟
( إن إزدياد الوزن يؤدّي إلى إنتقاص العمر . ) .
عندما تتراوح الزيادة في الوزن لشخص ما بين 30% إلى 50% فإن احتمالات الموت الطبيعي لهذا الشخص سوف تزداد بنسبة أكثر من 55% . أما إذا تراوحت الزيادة في الوزن لشخص ما من 50% إلى 75% , فإن إحتمالات الموت لهذا الشخص تزداد بنسبة من 120% إلى 180 % .
2) إزدياد نسبة الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشّرايين في جميع أنحاء العالم وخاصة الدول المتقدمة والصناعيّة . في فرنسا مثلاً , هناك 230 ألف فرنسي على الأقل يموتون بسببها سنويّاً . هناك تقديرات عليمة تقول إن نسبة الوفيّات بسبب أمراض القلب وتصلب الشّرايين آخذة بالإرتفاع , حتى تكاد تصل في بعض الدول المتطورة إلى 46% أو أكثر يموتون بسبب أمراض القلب من إجمالي نسبة الوفيّات العامّة , و10% تقريباً يموتون بسبب تصلب شرايين الدّماغ و الرّأس .
3) إنتشار مرض إتفاع ضغط الدم بشكل كبير , ففي الولايات المتحدة أكثر من 35 مليون أميركي يعانون من إرتفاع ضغط الدم , والّذي ينتج عن زيادة إستهلاك الملح . وهذا الإرتفاع يزيد نسبة المخاطر المتأتية من أمراض أخرى . فالدراسات والإحصاءات الحديثة وجدت أن هناك شخصاً من أصل عشرة آلاف شخص يصاب بتسدد نسيج القلب العضلي . بينما تصل هذه النسبة إلى 186 شخصاً من أصل عشرة آلاف من المصابين بإرتفاع ضغط الدم , يصابون بسداد نسيج القلب العضلي .
إذاً يلزمنا البحث عن الفيتامينات والأملاح المعدنية والنشويات , فهي صحّية أكثر ولها قيمة غذائية كبيرة , هذه المكونات الغذائية توجد بكثرة في الحليب والألبان والخضروات والأسماك والخبز .
إذاً , إن الزيادة في الدهنيّات والكوليسترول و السكريات والأملاح , فضلاً عن قلّة الحركة , ترفع من إحتمالات البدانة و السمنة , والتي تسبب إرتفاع الضغط و السّكري وتصلّب الشّرايين .
إن إرتفاع ضغط الدّم مرتبط بكثرة أكل الملح , وتسوّس الأسنان ومرض السّكري مرتبطان بكثرة أكل السّكر , أمّا الإمساك وبعض أمراض الأمعاء و ربّما سرطان الأمعاء الغليظة مرتبطة بأطعمة خاصّة تفتقر إلى السلّولوز.
إن مرض سرطان الثّدي لدى النساء و سرطان الأمعاء الغليظة لدى الرّجال مرتفع في البلدان التي تستهلك كميات ضخمة من الدّهنيات الحيوانية .
هناك ستة أسباب أو أكثر تؤدّي للموت في الدّول المتطوّرة وهي وثيقة الصّلة بعامل التّغذية , وهي أمراض القلب والسرطان و تجلّط شرايين الدّماغ , وداء السّكري وداء تصلب الشّرايين وأمراض الكبد والمعدة والبنكرياس
الطّب الحديث من جهته ينصح بتخفيف الوزن والحفاظ على الرشاقة و تقليل الأكل من الأطعمة الغنيّة بالدهون والسّكريات والأملاح , وتقليل أكل اللحوم و الوجبات السّريعة .
إذا الحفاظ على الوزن المناسب والرشاقة هي أحد أهم الأسباب للحد من خطورات التخمة أو السمنة , فلا بد من ممارسة الرياضة والمشي على القدمين لمسافة كيلومتر أو أكثر في اليوم الواحد .
- كيفية حساب الوزن المثالي لجسمك .
لحساب الوزن المثالي لجسمك , من خلال المعادلة التالية :
وزن الشخص بالكيلوجرام (كج) تقسيم مربع طول الشخص بالمتر المربع (م^2)
وزن الشخص بالكيلوجرام (كج) تقسيم مربع طول الشخص بالمتر المربع (م^2)
تعليقات
إرسال تعليق